الاثنين، 22 ديسمبر 2014

منهجية العلاقة الثنائية

في العلاقات الثنائية والمقصود بها العلاقة التي تستوطنها مشاعر متبادلة بين الرجل والمرأة نجد منها : علاقة ثنائية زواج وعلاقة ثنائية حب ، هذا تصنيف الموجود عند الاغلبية الان بالعالم العربي ، بالحقيقة انا لا اؤيد هذا التصنيف ولا اعرف لماذا يتم تصنيف بينهم هكذا ؟ بالنسبه لي وحسب مفهومي الشخصي ليس هناك علاقة حب وعلاقة زواج، لا يمكن الحديث عن علاقة زواج أو الحديث عن علاقة الحب هي علاقة (حب و زواج)، وهذا ماأريد مشاركته معكم اليوم بهذا االمقال، قد يحمل الصواب والخطأ ومااكتبه هنا الان قد لا يعبرعني بعد فترة قصيرة او بعيدة، فقد يتسع لفهوم اكثر شمولية وواعي
شخصيا اعتبر أن الحب والزواج مثل خطيين متوازيين يسيران في طريق واحد بتناغم وانسجام لتحقيق هدف واحد وهي علاقة ثنائية ناجحة، واذا غاب اي خط عن الأخر يحدث خلل وعدم توازن بالتالي عدم نجاح في تحقيق الهدف، بمعنى: 
إذا غاب خط زواج في علاقة عن خط الحب تتحول إلى علاقة فارغه وتدور حول نفسها
اذا غاب خط الحب في علاقة عن زواج تتحول إلى علاقة زواج فاشلة وتدور حول نفسها كذلك
وجود المفهومين او مبدأين في علاقة ارتباط ضروري جدا، غياب احدها يعني فقدان التوازن بالعلاقة الثنائية، وللأسف هذا مانراه حاصل الأن في جميع مجتمعتنا العربية دون استثناء، 95% من العلاقات الثنائية الان تعاني من هذا الإختلاف سواء كانت علاقات عابرة او زواج رسمي، ويرجع ذلك لعدم وجود واعي بالاختيار والانسياق خلف الاندفاع العاطفي، العلاقة الناجحة هي التي تكون عن اختيار واعي وليس اندفاع عاطفي. ولتوضيح أكثر: هناك أربع نقاط أساسية  يجب الانتباه لها والعمل عليها قبل بناء اي علاقة ثنائية وهي:
الوضوح والاحترام والصدق ورحمة {وجعلنا بينكم مودة ورحمة} وهذا ماينتج عنه علاقة ثنائية واعية! بحيث لا ينخضع لتأثيرات خارجية ولا تأثيرات داخلية، التاثيرات الخارجية هي الضغوط التي تأتي من الخارج من البيئة وتاثيرات الداخلية هي التي تنشأ من الداخل بنعدام الوعي والانسياق خلف الاندفاع عاطفي او خوف أو الهروب من ظروف سيئة او علاقة سابقة سيئة.
بالنسبة لتاثير الخارجي يمكن إعطاء مثال بالفتاة التي تلجأ لزواج من شخص اكبر سناً أو تلعب دور زوجة الثانية او ثالثة بقائمة طويلة، أو أن تلجأ لعلاقة محرمة "عشيقة" طالما سينتشلها من هذه البيئة التي تتواجد فيها، أي هروبا من ضغط المجتمع والظروف المادية الصعبة وخوفاً من العنوسة! انعدام الوعي ورؤية وقوة التأثير دفعهم للموافقة على هذه العروض ليس لأنها راضية به كشخص مناسب إنما لأنها مجبرة بحسب تفكيرهم، وبالحقيقة هي كلها خيارات لا أكثر
 أما التأثير الخارجي ف يمكن إعطاء مثال بالشاب الذي يرغب باثبات رجولته فهو داخل قرارات نفسه يكون كاملاً فقط إذا تزوج او بشكل أدق اذا مارس الجنس بطرق شرعية أو غير شرعية! بالطرق الشرعية فهو يتبث لنفسه وليرضي بيئته ووالدته بشكل خاص اما غير الشرعية فهو يتبث لنفسه أولاً وللأصديقاء من حوله مفخرتا بالإنجاز العظيم الذي حققه من مارسة الجنس، ومن المؤثرات الداخلية لدى الشباب أيضا أن يلعب الزواج دور [ المحصن ] رغم صغر سنه ورغم انه لا يزال يعيش تحت أكناف عائلته ويطلب مصروفه الشهري من والده، يدخل نفسه في متاهة الزواج المحصن ويدخل حياة إنسانة اخرى لهذه المتاهة الشرعية.

باختصار ولعدم اطالة أكثر، الطريقة الوحيدة لإقامة علاقة ثنائية منسحمة هي عدم الانخضاع لمؤثرات الداخلية والخارجية وعدم الاستعجال وحرق المراحل، ويمكن اختصار هذه المراحل بهذا الشكل :


اعجاب => تواصل => تفاهم => أولفة => انسجام وارتباط

اعجاب => تواصل => تفاهم جزئي => توافق => صداقة
اعجاب => تواصل => عدم تفاهم => تنافر => لا شيء
اعجاب => عدم التواصل => لا شيء
هذا بالنسبة للعلاقات الواعية وهي للأشخاص التي تصنع علاقاتها بنفسها وتحترم ذاتها وتحترم كل المراحل دون حرقها، أما بالنسبة للعلاقات الغير واعية وهي للأغلبية فهي تتاخد مراحل عشوائية بهذا الشكل:


اعجاب => زواج => برود

إعجاب => زواج => طلاق
اعجاب => زواج => خيانه
اعجاب => خطبة => فركش
اعجاب => اندفاع => علاقة غير شرعية
وهكدا


للأشارة ليس هناك قوانين محددة عند مرحلة التواصل، فقط تجنب أن تكون مثالي لتنال رضى الطرف الأخ، كن واقعي وإبتعد عن الغموض وعدم الوضوح، عدم الغموض يعني أن لا تغطي عن شي او جزء من حياتك الخاصة بالتالي تجذب لحياتك شخص يلعب دور المستكشف وليس المحب!

قاعدة عامة: الشخص الغامض يقترن مباشرة بشخص مسكتشف، فكلا الطرفين يتغدى على طاقة الأخر وما أن يتم هذا الإكتشاف حتى تنطفء شعلة العلاقة لأنه استحالة أن يكون طرف الأول غامض مدى الحياة ف تنولد البرودة بالعلاقة بعد سنة في أكبر تقدير!

اختم بقولي أن الحب تحصيل حاصل، فإن كنت واعي بالعلاقة منذ بدايتها واحترمت ذاتك واولوياتك ووضعت نية واضحة وصريحة ولم تحرق اي مرحلة وعشتها وتشبعت بها، سوف تثمرعلاقة ثنائية جميلة ومنسجمة الحب فيها سيكون هدية طبيعية ومكافئة كونية لهذا الخيار والوعي

الجمعة، 12 ديسمبر 2014

ماهي نقطة التحول بحياتك؟


عندما يطرح هذا سؤال غالبا ماأكتفي بإجابة بسيطة وسريعة وسطحية، لكني الأن فكرت أن أجيب عليه بشكل أفضل ومفصل قليلاً، بداية أريد توضيح المقصود من "التحول"، وهي عملية إنتقال من مرحلة معينة أو بيئة ما ، إلى بيئة افضل منها أو مرحلة اخرى افضل من سابقتها، بمعنى عملية انتقال من حسن لأحسن وهكذا، ويختلف هذا التحول من شخص لآخر فما قد يعتبره أحدهم انتقال أو مرحلة تحويل مهمة بالنسبة له،  قد يبدو للأخرين انها خطوة بسيطة وأمراً عاديا أو مستحيلاً ، وقد يعتبره اخرون ايضا معجزة أو استحالة عظمى، كل هذا يعتمد على قدرات الشخص ومؤثرات من حوله ومرحلته السابقة التي انتقل منها ومرحلته الحالية التي تواجد فيها! ودائما مايكون هناك سبب لهذا التحول، طبعا يجدر الذكر أن هناك تحولات سلبية كما هناك تحولات إيجابية، التوجه لأفضل أو الأسواء يبقى حرية اختيار الشخص يعتمد ذلك على واعي الشخص وقدرته بالتحكم والمرونة والاستيعاب بسرعة، ولان الامر نسبي جدا، حديثي سيقتصر على التحولات الإجابية والتي تدفع بصاحبها للأفضل وليس الأسواء!
سأكتفي بذكر نقطة تحول واحدة والتي اعتبرها أساس التحول وانطلاق التغيير الحقيقي، وغالبا هذه النقطة هي أساس تغيير الكثيرين غيري وهي "المسؤولية"  وذلك حين اتخذت قرار بتحمل مسؤولية بحياتي بصفة عامة وانطلقت من مفاهيم كثيرة كنت ملتزمة ومتعلقة بها، شكلت فرقا شاسعا بحياتي ومن بينها لذكر وليس الحصر :
  • أنا مسؤولة عن تربية نفسي.
  • عائلتي غير مجبرة على تربيتي.
  • لا احد يتحمل معي نتائج قرارتي بالتالي لا احد له حق القرار عني.
  • اختياراتي حقي ، وتربيتي لنفسي مني،
  • دراستي لي ، عملي لي ، قناعاتي لي ، خياراتي لي ، فشلي لي ، نجاحي لي ، تجاربي لي،  لدى لا احد مسؤول عنها ولا أحد مجبور أنه يتحمل عواقبها غيري مهما كانت.
  • يكفني من عائلتي انهم وفرو لي السكن والمعيشة وحياة كريمة تخولي امارس حياتي مثل مااريد.
هنا حدث التغيير الحقيقي بداخلي، هنا تلاشت مشاعر كثيرة من الضيق والحزن، هنا سقط الغضب مني على سهوة، الغضب الذي كنت أحمله لبيئتي ومجتمعي وظروفي الخاصة، هنا عرفت قيمة عائلتي اكثر وزاد حبي واحترامي وتقديري لهم أكثر. لأني أستوعبت أنه لا أحد منهم كان مجبوراً أن يوفر لي هذه الحياة ولا هذه المساحة من الحرية ولا هذه الإمكانيات البسيطة لانطلق.
الأمر احدث لي فرقاً بالثقة بالنفس أيضا، بحيث زاد معدل ثقتي بنفسي أكثر، وأصبحت مبادرة جدا خرجت من اطار التردد والامتناع والخجل المفرط! لم أعد اخشى المحاولة ولا اتجنب الظهور، كنت اختبئ خلف عائلتي إن أردت شيئاً يكون من خلالهم فقط، صنعت لنفسي إطاراً زجاجياً أرى من خلاله كل شيء ولا استطيع لمس شيء، لا استطيع أن اكون ماأريد لا استطيع أن أخد ماأريد، لم يكون بوسعي إلا ان استمر بالعيش داخل هذا الإطار الزجاجي من القواعد والقناعات سلبية والخجل والتردد وإما أن أتبع صوت قلبي واكسر الزجاج أختار طريقي وأعلن مسؤوليتي فيما أريد وما اختار وماأكون.
الجميل بالأمر أني لم اتلقى سوى الدعم وتشجيع من العائلة التي كنت اتوقع انها سبب تراجعي، السبب الحقيقي كانت قناعاتي ورؤيتي الخاطئة وعدم مسؤوليتي باتخاذ القرار، أكتشفت أنه عند التغيير: العائلة والأقارب والبيئة كلها تكون مثل ماتريد لها أن تكون، فقط أنوي التغيير أنسلخ من مفهوم الاتباع والطاعة بمفهومها الاعمى السلبي. أخلق لنفسك البيئة التي تريد أن ترها وأن تتعايش معاها. قرر أن تكون مسؤلاً ولا تعبر عن مسؤوليتك بفضاضة وقوة وقمع. انما ترجم قرارك هذا بليونة ومرونة بحسب ماينسجم مع بيئتك الحالية. سترى تغيير الذي تريده يرتسم حولك تدريجيا
مع العائلة دائما كن واعي، صادق، مرن. إن كانو مجحفين بحقك كن أنت رطباً وليناً معهم ومع نفسك. وتذكر انهم غير مجبورين على تحملك ولا تستغرب من هذا لانهم فعلا غير مجبرين، كان بامكانك ان تكون أحد الاطفال المتخلى عنهم في أبواب المساجد مثلا او المرمية في شوارع أو في دار الايتام أو في احسن تقدير أن تكون في بيت جدك وجدتك! لكن مع ذالك اختارو احتضانك بحب، مهما كان أسلوبهم بالتعبير عنه تذكر أن لكل شخص اسلوبه الخاص في التعبير ف رفقاُ بهم.