الجمعة، 12 ديسمبر 2014

ماهي نقطة التحول بحياتك؟


عندما يطرح هذا سؤال غالبا ماأكتفي بإجابة بسيطة وسريعة وسطحية، لكني الأن فكرت أن أجيب عليه بشكل أفضل ومفصل قليلاً، بداية أريد توضيح المقصود من "التحول"، وهي عملية إنتقال من مرحلة معينة أو بيئة ما ، إلى بيئة افضل منها أو مرحلة اخرى افضل من سابقتها، بمعنى عملية انتقال من حسن لأحسن وهكذا، ويختلف هذا التحول من شخص لآخر فما قد يعتبره أحدهم انتقال أو مرحلة تحويل مهمة بالنسبة له،  قد يبدو للأخرين انها خطوة بسيطة وأمراً عاديا أو مستحيلاً ، وقد يعتبره اخرون ايضا معجزة أو استحالة عظمى، كل هذا يعتمد على قدرات الشخص ومؤثرات من حوله ومرحلته السابقة التي انتقل منها ومرحلته الحالية التي تواجد فيها! ودائما مايكون هناك سبب لهذا التحول، طبعا يجدر الذكر أن هناك تحولات سلبية كما هناك تحولات إيجابية، التوجه لأفضل أو الأسواء يبقى حرية اختيار الشخص يعتمد ذلك على واعي الشخص وقدرته بالتحكم والمرونة والاستيعاب بسرعة، ولان الامر نسبي جدا، حديثي سيقتصر على التحولات الإجابية والتي تدفع بصاحبها للأفضل وليس الأسواء!
سأكتفي بذكر نقطة تحول واحدة والتي اعتبرها أساس التحول وانطلاق التغيير الحقيقي، وغالبا هذه النقطة هي أساس تغيير الكثيرين غيري وهي "المسؤولية"  وذلك حين اتخذت قرار بتحمل مسؤولية بحياتي بصفة عامة وانطلقت من مفاهيم كثيرة كنت ملتزمة ومتعلقة بها، شكلت فرقا شاسعا بحياتي ومن بينها لذكر وليس الحصر :
  • أنا مسؤولة عن تربية نفسي.
  • عائلتي غير مجبرة على تربيتي.
  • لا احد يتحمل معي نتائج قرارتي بالتالي لا احد له حق القرار عني.
  • اختياراتي حقي ، وتربيتي لنفسي مني،
  • دراستي لي ، عملي لي ، قناعاتي لي ، خياراتي لي ، فشلي لي ، نجاحي لي ، تجاربي لي،  لدى لا احد مسؤول عنها ولا أحد مجبور أنه يتحمل عواقبها غيري مهما كانت.
  • يكفني من عائلتي انهم وفرو لي السكن والمعيشة وحياة كريمة تخولي امارس حياتي مثل مااريد.
هنا حدث التغيير الحقيقي بداخلي، هنا تلاشت مشاعر كثيرة من الضيق والحزن، هنا سقط الغضب مني على سهوة، الغضب الذي كنت أحمله لبيئتي ومجتمعي وظروفي الخاصة، هنا عرفت قيمة عائلتي اكثر وزاد حبي واحترامي وتقديري لهم أكثر. لأني أستوعبت أنه لا أحد منهم كان مجبوراً أن يوفر لي هذه الحياة ولا هذه المساحة من الحرية ولا هذه الإمكانيات البسيطة لانطلق.
الأمر احدث لي فرقاً بالثقة بالنفس أيضا، بحيث زاد معدل ثقتي بنفسي أكثر، وأصبحت مبادرة جدا خرجت من اطار التردد والامتناع والخجل المفرط! لم أعد اخشى المحاولة ولا اتجنب الظهور، كنت اختبئ خلف عائلتي إن أردت شيئاً يكون من خلالهم فقط، صنعت لنفسي إطاراً زجاجياً أرى من خلاله كل شيء ولا استطيع لمس شيء، لا استطيع أن اكون ماأريد لا استطيع أن أخد ماأريد، لم يكون بوسعي إلا ان استمر بالعيش داخل هذا الإطار الزجاجي من القواعد والقناعات سلبية والخجل والتردد وإما أن أتبع صوت قلبي واكسر الزجاج أختار طريقي وأعلن مسؤوليتي فيما أريد وما اختار وماأكون.
الجميل بالأمر أني لم اتلقى سوى الدعم وتشجيع من العائلة التي كنت اتوقع انها سبب تراجعي، السبب الحقيقي كانت قناعاتي ورؤيتي الخاطئة وعدم مسؤوليتي باتخاذ القرار، أكتشفت أنه عند التغيير: العائلة والأقارب والبيئة كلها تكون مثل ماتريد لها أن تكون، فقط أنوي التغيير أنسلخ من مفهوم الاتباع والطاعة بمفهومها الاعمى السلبي. أخلق لنفسك البيئة التي تريد أن ترها وأن تتعايش معاها. قرر أن تكون مسؤلاً ولا تعبر عن مسؤوليتك بفضاضة وقوة وقمع. انما ترجم قرارك هذا بليونة ومرونة بحسب ماينسجم مع بيئتك الحالية. سترى تغيير الذي تريده يرتسم حولك تدريجيا
مع العائلة دائما كن واعي، صادق، مرن. إن كانو مجحفين بحقك كن أنت رطباً وليناً معهم ومع نفسك. وتذكر انهم غير مجبورين على تحملك ولا تستغرب من هذا لانهم فعلا غير مجبرين، كان بامكانك ان تكون أحد الاطفال المتخلى عنهم في أبواب المساجد مثلا او المرمية في شوارع أو في دار الايتام أو في احسن تقدير أن تكون في بيت جدك وجدتك! لكن مع ذالك اختارو احتضانك بحب، مهما كان أسلوبهم بالتعبير عنه تذكر أن لكل شخص اسلوبه الخاص في التعبير ف رفقاُ بهم.


هناك 5 تعليقات:

  1. الكلام أثر فيا كتير ...... رائع جداً

    ردحذف
  2. رائعة احسنتي التعبير والكلام مستقبلك زاهر بإذن الله🙂🖤✨✋🏻

    ردحذف
  3. عنجد كثير كثير حلوة ومثيرة للاهتمام حتى كلمك واقعي وبجذب الأشخاص من هنا للأعلى انشالله

    ردحذف
  4. 👌👌👌👌👍👍👍

    ردحذف